لست بحاجة هنا إلى تجديد ذكر الحقائق المتعلقة بنادي الزوراء في تاريخ الرياضة العراقية وفي مجال كرة القدم تحديدا , لكن واقع الحال الصعب والمرير الذي عاشه النادي الكبير ومايزال في ظل الأزمة المالية الخانقة والمزمنة تلقي ظلالا قاتمة على حاضره قبل مستقبله المنظور , وهي أزمة لاعلاقة لها بموضوع التقشف وشد الأحزمة على البطون وخواء ميزانية الدولة كما يتصور كثيرون ,ذلك إن الزوراء وبغض النظر عن إسمه وتاريخه وكيانه عرف دائما إنه ابن الدولة العراقية , ولاعلاقة للأمر هنا كون اسمه مرادف لاسم بغداد العاصمة أو اقتران الاسم بأول جريدة رسمية صدرت في العراق في عهد الوالي العثماني مدحت باشا , وإنما صار ناديا مدللا من الدولة للمعان اسمه ووقع الإسم في النفوس وقبلها القلوب, ولانه يتبع وزارة عراقية مهمة هي وزارة النقل , هي كما تقتضي الأصول والضوابط والتشريعات مسؤولة عنه ماليا وتنظيميا ,ناهيك عن رئاسته التي يقف عليها أحد أكثر نجوم الكرة العراقية شهرة وشعبية وهو الكابتن فلاح حسن الذي تحمل وزملائه في الإدارة ماهو فوق قدرة الإحتمال نتيجة النزف المالي المستمر ومايخلفه من اثار مدمرة زادتها بؤسا المسيرة السلحفاتية القاتلة لمشروع بناء ملعب النادي الذي أصاب الزورائيين في مقتل نتيجة تلكؤ وبطأ وسوء التنفيذ . وعندما نقول إن مايعيشه الزوراء لاعلاقة له بالتقشف واجراءاته ومافرضه من قيود ثقيلة ,فلإن وزارة النقل وبشخص مسؤولها الأول السابق السيد باقر الزبيدي قد ساهمت بطريقة أو بأخرى في إطالة أمد المحنة الزورائية ماليا برغم دخول السيد عبد الحسين عبطان وزير الشباب والرياضة على خط الأزمة الساخن في كثير من المرات واحرها في عام 2016, وكانت المرة الأولى عندما إجتمع بالإدارة الزورائية التي قدمت له شرحا تفصيليا بجوانب الأزمة واثارها وتداعياتها على النادي العريق , والمرة الثانية تدخل السيد عبطان بشكل ميداني عندما توجه لزيارة السيد الزبيدي وزير النقل في حينه , لأجل عيون نادي الزوراء بشكل خاص , ليس لقناعة كاملة منه بعدالة المطالب الزورائية وعمق الأزمة الخطيرة التي يعيشها الزورائيون , بل ولأيمان حقيقي متجسد في شخص السيد عبطان وأوجب عليه التدخل بهذه الطريقة وهو إيمان نابع من تقديره لمكانة الزوراء ودوره الكبير على خريطة الرياضة العراقية .وبعد أن فاز الزوراء بلقب الدوري لم يتردد السيد عبد الحسين عبطان في إنعاش النادي بمبلغ 100 مليون دينار بإعتباره وزير النقل وكالة وهي إلتفاتة جميلة لاقت الكثير من الصدى الطيب في نفوس الزورائيين , وقبل تلك الإلتفاتة كان السيد وزير الشباب والرياضة السابق وفي خضم حملته الكبيرة في إنجاز مشاريع البناء والعمران الرياضي من ملاعب وقاعات كانت متوقفة أو متلكئة التنفيذ برغم عسر الحال ماليا قد عزم على إحالة ملعب نادي الزوراء الذي يعاني هو الاخر من تلكؤ وإهمال في التنفيذ من قبل الشركة المتعاقد معها الى الأستثمار من قبل وزارة النقل ,تماما مثل خطوة إحالة ملعب الحبيبية الى وزارة النفط .وقبل مدة وجيزة معدودات إستقبل السيد الوزير رئيس وأعضاء الهيئة الادارية لنادي الزوراء التي جددت بسط تفاصيل معاناة النادي العريق على طاولة وزير النقل وفي مقدمتها بالطبع مشكلة ملعب النادي المتأخر الإنجاز كما وعد السيد الوزير الحالي احمد العبيدي أن تكون هذه المشكلة على رأس أولويات عمل وزارة الشباب والرياضة , مع إننا نطمع بأكثر من ذلك ونتمنى أن يكون إنجاز ملعب النادي ورفد إدارته المثابرة بالمزيد من الدعم أولوية ثانية لدى السيد عبد الله لعيبي بإعتباره وزيرا للنقل الذي يرتبط الزوراء به ماليا وأداريا والفريق الكروي تنتظره المشاركة في دوري أبطال اسيا وماتعنيه تلك المشاركة من أهمية كبيرة ليس للزورائيين وحدهم بل وللكرة العراقية أجمالا ومن ثم أستمرار الأزمة المتالية المستحكمة وأطلالتها المزعجة والمؤذية في كل موسم تتطلب من السيد وزير النقل تدخلا مباشرا ودعما أستثنائيا للنادي الكبير كي يتمكن من الوقوف على قدمية ويمشي في درب النجاح واثق الخطوة..متألقا كما عهدناه .
السطر الأخير
* * بعضهم يعبر الحياة كالطفل الذي يقلب صفحات الكتاب مقتنعا انه يقرأ.
طاغور
|